ما هو مشروع nimbus الإسرائيلي مع جوجل وأمازون؟ إضرابات في الشركتين بسبب التعاون مع حكومة الاحتلال

في هذه البقعة الجغرافية، حيث تلتقي التكنولوجيا والسياسة على خطوط تماس معقدة، يبرز مشروع “نيمبوس” كمثال صارخ على هذا الالتقاء. تحت سقف هذا المشروع الضخم، الذي يعد بتطوير منصة سحابية متقدمة لإسرائيل، تجتمع شركتا جوجل وأمازون عملاقتا التكنولوجيا في شراكة تثير الجدل وتلقي بظلالها على المشهد الدولي.

لا تقتصر القضية على الجوانب التقنية والتعاقدية الضخمة لهذا المشروع، بل تتعداها إلى أروقة الشركات نفسها، حيث يتصاعد الاحتجاج والغضب بين الموظفين. وينظر هؤلاء الموظفون إلى المشروع كمشاركة غير مباشرة في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، ليعبرون عن مخاوفهم من الدور الذي قد تلعبه تقنياتهم في تعزيز أعمال العنف أو انتهاك الحقوق الإنسانية.


مشروع nimbus بين اسرائيل وجوجل وأمازون!

مشروع “نيمبوس” هو مبادرة إسرائيلية طموحة، تهدف إلى إنشاء منصة سحابية موحدة لجميع أجهزة الدولة الإسرائيلية، باستثناء المؤسسات الدفاعية. هذا المشروع، الذي يقدر بمليار دولار، يعد واحداً من أكبر المناقصات التي أطلقتها إسرائيل في السنوات الأخيرة، وقد فازت به شركتي جوجل وأمازون. وما يجعل هذه الصفقة أكثر إثارة للاهتمام هو الحرب السرية التي يُزعم أنها تدور خلف الكواليس، مع مشاركة جنرالات سابقين وعمالقة التكنولوجيا. هذا النوع من التعاون بين القطاعين العام والخاص يُظهر كيف يمكن أن تؤثر التكنولوجيا الحديثة على السياسة والأمن القومي.

إن تورط الشركات التكنولوجية العملاقة في مشاريع بهذا الحجم يثير أسئلة مهمة حول الخصوصية، الأمن السيبراني، والتأثيرات الأخلاقية والاجتماعية للتكنولوجيا. لقد كان هذا العقد بقيمة 1.2 مليار دولار وقعته كل من جوجل وأمازون لتزويد الخدمات السحابية للجيش والحكومة الإسرائيلية، بخدمات الذكاء الاصطناعي وأدوات الحوسبة الأخرى. إذ يمكن استخدام هذه التقنية لاكتشاف الوجه و”تحليل المشاعر”، وهو شكل من أشكال التعلم الآلي الذي يدعي المزودون أنه قادر على تمييز مشاعر شخص ما من خلال دراسة وجهه وكلامه، وتسمح هذه التكنولوجيا بمزيد من المراقبة وجمع البيانات غير القانونية عن الفلسطينيين، وتسهل توسيع المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية على الأراضي الفلسطينية،

يؤكد أحد الخبراء أن الهدف النهائي لـ Nimbus هو تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين الإسرائيليين.


كيف يمكن لأمازون خدمة إسرائيل؟

أعلنت شركة أمازون ويب سيرفيسز، المزود السحابي للشركة عن إطلاق منطقة AWS Israel لتقديم الخدمات السحابية للوزارات الحكومية والهيئات العامة الأخرى، والسماح للمطورين والشركات الناشئة ورجال الأعمال والمؤسسات بتشغيل التطبيقات وتخزين البيانات في مراكز البيانات في  إسرائيل.

وقالت أمازون إن استثماراتها في البلاد ستشمل التوظيف عبر سلسلة توريد مراكز البيانات، بما في ذلك مجالات الاتصالات والبناء غير السكني وتوليد الكهرباء وصيانة المرافق وعمليات مراكز البيانات. إذ تمثل إسرائيل المنطقة الثانية والثلاثين التي تقوم فيها أمازون بإنشاء منصة الحوسبة السحابية الخاصة بها ويأتي هذا الإطلاق بعد أن قامت شركة Alphabet، الشركة الأم لشركة جوجل بتنشيط منطقة السحابة المحلية الخاصة بها في إسرائيل.

ومن بين الشركات الإسرائيلية التي تستخدم منصة الحوسبة السحابية من أمازون هي Amdocs، وAyalon Insurance، وBank Leumi، وCyberArk، وFiverr، وKaltura، وmonday.com، وNetafim، وTnuva، وWiz، وYad2


جوجل في خدمة إسرائيل.. وأدوات الذكاء الاصطناعي هي الوسيلة!!

توفر جوجل للحكومة الإسرائيلية مجموعة كاملة من أدوات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي المتاحة من خلال Google Cloud Platform، لقد استفادت إسرائيل على مدى عقود من قطاع البحث والتطوير المزدهر في البلاد، كما أن اهتمامها باستخدام الذكاء الاصطناعي في مراقبة الفلسطينيين والسيطرة عليهم ليس افتراضيًا أفادت إحدى الصحف عن وجود برنامج تُظهر بعض المواد التعليمية أن جوجل أطلعت الحكومة الإسرائيلية على استخدام ما يُعرف باسم كشف المشاعر وهو شكل من أشكال التعلم الآلي مثير للجدل بشكل متزايد وفقد المصداقية.

تدعي جوجل أن أنظمتها يمكنها تمييز المشاعر الداخلية من وجه الشخص وأقواله وهي تقنية يتم رفضها عادةً باعتبارها غازية وعلمية زائفة، ويُنظر إليها على أنها أفضل قليلاً من علم فراسة الدماغ، أعلنت شركة مايكروسوفت أنها لن تقدم بعد الآن ميزات الكشف عن المشاعر من خلال منصة الحوسبة السحابية Azure – وهي مجموعة تقنية مماثلة لما توفره Google مع Nimbus – مشيرة إلى الافتقار إلى الأساس العلمي.


ما هي الأدوات التكنولوجية المُستخدمة في خدمة إسرائيل؟

أشاد أحد العروض التقديمية لـ Nimbus بقدرات اكتشاف “الوجوه ومعالم الوجه والعواطف” في Cloud Vision API من جوجل وهي مجموعة أدوات لتحليل الصور، تعد Cloud Vision أحد هذه النماذج المدربة مسبقًا مما يسمح للعملاء بالتنفيذ الفوري لنظام تنبؤ متطور.

يمثل التعلم الآلي الآلي (AutoML) تطوراً هاماً في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يسهل هذا النهج عملية تدريب النماذج الذكائية المخصصة باستخدام بيانات محددة لكل عميل. في هذا السياق، تطبق Google بعض القيود على تكنولوجيات الرؤية الحاسوبية الخاصة بها؛ مثل تحديدها لاكتشاف الوجوه دون تحديد هويات الأشخاص بشكل محدد.

مع ذلك، يوفر AutoML لإسرائيل القدرة على الاستفادة من الإمكانيات الحوسبية القوية التي توفرها Google لتطوير نماذج جديدة تستخدم بيانات الحكومة الإسرائيلية. هذا يعني أن إسرائيل يمكنها تدريب هذه النماذج لمجموعة واسعة من الأغراض، تقريباً بدون أي قيود، باستثناء تلك التي فرضتها Google بنفسها. هذا الأمر يفتح آفاقاً جديدة للتطبيقات الحكومية في مجالات مثل الأمن والإدارة العامة، مع مراعاة التوازن الدقيق بين الفائدة التكنولوجية والخصوصية والأخلاقيات.

كما أصبح روبوت الدردشة Bard للذكاء الاصطناعي التابع لشركة جوجل متاحًا الآن باللغة العبرية حسبما أعلنت شركة التكنولوجيا العملاقة كجزء من تحديث رئيسي للبرنامج.


إضراب عمال جوجل وأمازون عن العمل تضامنًا مع فلسطين!

 للسنة الرابعة على التوالي في يوم الجمعة الأسود نظمت النقابات العمالية ومجموعات أخرى إضرابًا دوليًا ليوم واحد لعمال أمازون. إضافة إلى ذلك قررت مديرة التسويق لمنتجات جوجل التعليمية “أرييل كورين” الاستقالة من منصبها؛ احتجاجا على إجراءات “انتقامية” تنتهجها الشركة ضدها بعد رفضها توقيع عقد مع جيش الاحتلال بقيمة مليار دولار أمريكي مشيرة إلى أن الموظفين الذين يدعمون الحقوق الفلسطينية يتلقون تحذيرات من قسم الموارد البشرية.

وفي ظل حرم جوجل المترامي الأطراف في مدينة نيويورك، اجتمع موظفو جوجل وأمازون السابقون والحاليون لتكريم مي عبيد وهي امرأة شابة ومهندسة برمجيات قُتلت في غارة جوية إسرائيلية في غزة مع جميع أفراد أسرتها كما انتهز العمال الفرصة لتوبيخ أصحاب عملهم بسبب العقود المبرمة مع الجيش الإسرائيلي.

وفي الختام إن تعقيد التكنولوجيا يقدم لنا قوة تتجاوز قدرتنا البشرية والتي يمكن أن تبهرنا أو تهددنا وتسعى دومًا إلى تعزيز العمل الذي يشارك فيه الجميع من مختلف أنحاء العلوم الاجتماعية والإنسانية سياسيًا وأخلاقيًا ولكن ذلك يعتمد على من هو المسيطر.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

Leave a Comment