تشكلت قبل 12.8 مليار سنة.. تلسكوب جيمس ويب يرصد “الوحوش الحم



12:55 ص


الجمعة 15 نوفمبر 2024

وكالات

رصد تلسكوب جيمس ويب الفضائي ثلاث مجرات هائلة تُعرف بـ”الوحوش الحمراء” التي تشكلت بعد فترة وجيزة من الانفجار العظيم، وقد يؤدي اكتشافها إلى إعادة النظر في القوانين الخاصة بتطور المجرات.

تجاوزت كتلة كل من هذه المجرات العملاقة 100 مليار مرة كتلة الشمس، وهي تقارب كتلة مجرة درب التبانة، حيث يعود تشكلها إلى أكثر من 12.8 مليار سنة مضت، أي في غضون مليار سنة بعد الانفجار العظيم.

وقد تكوّن النجوم داخل هذه المجرات حدث بمعدل سريع ومثير للدهشة، ما يتحدى النماذج الحالية لتكوين المجرات.

نشر الباحثون نتائجهم في دورية نيتشر بتاريخ 13 نوفمبر.

وقال ستين وييتس، أستاذ علم الفلك في جامعة باث بالمملكة المتحدة والمؤلف المشارك للدراسة: “العثور على ثلاث مجرات ضخمة كهذه يطرح لغزًا محيرًا”، مشيرًا إلى أن العديد من العمليات المتعلقة بتطور المجرات تتضمن خطوات تحد من سرعة تحويل الغاز إلى نجوم، لكن “الوحوش الحمراء” تبدو وكأنها تجنبت تلك العقبات بسرعة فائقة.

ويتبنى العلماء عادةً تصورًا يفيد بأن المجرات تتشكل داخل هالات ضخمة من المادة المظلمة، حيث تعمل جاذبيتها القوية على جذب المواد العادية مثل الغاز والغبار، وضغطها لتشكيل النجوم. وغالبًا ما يُعتبر هذا عملية غير فعالة نسبيًا، حيث يتحول نحو 20% فقط من الغاز الداخل إلى نجوم، لكن اكتشاف هذه المجرات يناقض هذا التصور، إذ يُعتقد أن 80% من غازها تحول إلى نجوم شابة براقة.

وأكد مينجيوان شياو، الباحث الرئيسي من جامعة جنيف: “تشير هذه النتائج إلى أن المجرات في الكون المبكر يمكن أن تشكل النجوم بكفاءة غير متوقعة”.

وأضاف أن دراسة هذه المجرات بشكل أعمق ستوفر رؤى جديدة حول الظروف التي شكلت العصور الأولى من الكون. وأشار إلى أن “الوحوش الحمراء” تمثل بداية عصر جديد في استكشافنا للكون المبكر.

تم رصد “الوحوش الحمراء” باستخدام كاميرا التصوير بالأشعة تحت الحمراء القريبة (NIRCam) في تلسكوب جيمس ويب، وهي أداة تتيح تحليل الضوء المنبعث من الأجسام البعيدة.

وتمتاز قدرة التلسكوب بالأشعة تحت الحمراء بتمكينه من رؤية أعمق وأوضح للمناطق المغطاة بالغبار في الكون المبكر مقارنة بالتلسكوبات الأخرى.

ويخطط الباحثون لإجراء المزيد من الدراسات على هذه المجرات باستخدام تلسكوب جيمس ويب ومصفوفة أتاكاما الكبيرة (ALMA) في تشيلي، ما قد يدفع علماء الفيزياء الفلكية إلى مراجعة النماذج المتعلقة بتطور المجرات المبكرة والنظر في عمليات فريدة سمحت بنمو مجرات ضخمة بهذه الكفاءة في تكوين النجوم.

واختتم وييتس بالقول: “أثبت لنا التلسكوب، خلال سنواته الأولى، أنه يحمل مفاجآت عدة”، مضيفًا: “أظهر لنا بطرق متعددة أن بعض المجرات تنضج بسرعة في الفصول الأولى من تاريخ الكون”.

Leave a Comment

Powered by WordPress